Scriptation

القصة :

افترض معي أنك وقعت في الحب مجددًا .. وافترض معي أيضًا أن حبيبتك الجديدة - غريبة الأطوار - كان لديها سبعة أحباء سابقين .. ولن يضيرك لو افترضت كذلك أن كل من هؤلاء السبعة شريرعلى نحو أو أخر .. عظيم ؟ .. حسن ، سؤالي الآن هو : ماذا تفعل لو وجدت نفسك مطالبًا بالقضاء على هؤلاء السبعة لتتمكن من نيل حب حبيبتك الجديدة ، مع العلم أن :

1 - أن كل منهم يريد القضاء عليك بدوره !

2- أن 1 ليست افتراضًا ؟!!

Review :

كيف تقدم عالمًا جديدًا مختلفًا للمشاهدين ؟ هذا هو أول سؤال يطرحه أي Filmmaker على نفسه ، عندما يقبل على تجربة جديدة غير معتادة في السينما ، ويتبعه السؤال الثاني المنطقي : كيف تجعلهم يصدقونه ويتقبلونه ويحبونه ؟

في ثالث أفلامه الطويلة ، يقدم لنا المخرج والمؤلف ( إدجار رايت ) فيلمه الجديد ، المستوحى من كوميكس كتبه ورسمها الكندي ( براين لي أومالي ) - يمكنكم تحميلها من هنا وقراءة مقالنا عنها من هنا - ، ولم تحظ بشهرة كبيرة بالطبع ، فهي ليست أمريكية ، حتى لو كانت الأجواء التي تدور فيها أمريكية إلى حد ما .. ( رايت ) من المخرجين المهتمين بطرح رؤي جديدة وأفكار مختلفة عن السائد .. هل تذكرون عالم الزومبي في Shaun of the Dead والمدينة التي يسكنها غرباء الأطوار في Hot Fuzz ؟ هذا رجل صاحب style فريد !

( سكوت بيلجريم ) بطل الفيلم ، في العشرينات من عمره ورغم ذلك مازال يعيش مراهقته ، لا وظيفة ثابتة ، لا حبيبة ثابتة ، شعر طويل وإدمان لألعاب الفيديو ، يعيش في حجرة – سنطلق عليها شقة مجازًا – مع صديقه الشاذ ( والاس ) – لا علاقة تنشأ بين الإثنين للعلم ! – يغني في فرقة روك خرقاء مع صديقيه ( ستيفين ) و( كيم ) – حبيبته السابقة ، علاقته الأسرية تنحصر في مشاجراته مع شقيقته الصغيرة ( ستاسي ) ، يجيد العراك إلى درجة كبيرة .. ( سكوت ) إذن هو الشخصية المثالية التي ينجذب لها المراهقين .

( سكوت ) يواعد حاليًا طالبة في الثانوي من أصل صيني تدعى ( نايفز ) وهو أول حبيب للفتاة الصغيرة ، لذا تخيلوا ما يعانيه من سخرية الجميع من أنه يواعد طفلة ! .. ثم تأتي نقطة التحول في حياة ( سكوت ) عندما يرى فتاة أحلامه – حرفيًا – تتجسد أمامه على أرض الواقع .. ( رامونا ) ، الفتاة الجميلة غريبة الأطوار ، ذات الشعر القرمزي العجيب الذي يزيدها غموضًا وجمالًا ، والذي تغير لونه كل فترة ! .. الآن ( سكوت ) على يقين أنه وقع في الحب وأنه لا يريد سوى هذه الفتاة .

ولكن ( رامونا ) تخفي سرًا ورائها ، يعلمه ( سكوت ) – أو يكتشفه على وجه الدقة – بعد أن يبدأ في مواعدتها فعليًا ، فالفتاة لديها سبعة أحباء سابقين ، والسبعة لديهم قدرات خارقة ، والسبعة إنضموا سويًا إلى ما يشبه " العصبة " ، والسبعة يريدون قتل ( سكوت ) ، و( سكوت ) عليه هزيمة السبعة ليتمكن من نيل حب فتاته .. لذا فكما ترون الموقف بالغ التعقيد حقًا !

عرض الفيلم في ( أمريكا ) أغسطس الماضي ، وفي أول أسبوع عرضه إحتل المركز الخامس في الإيرادات ، وهبط إلى العاشر والأخير في الأسبوع الثاني ، ثم غادر القائمة في الأسبوع الثالث ولم يعد إليها مجددًا ! .. لماذا لم يحقق إذن نجاحًا كبيرًا ؟ لأن الجمهور الأمريكي لا يميل إلى هذه الفئة من الأفلام ، الجمهور الأمريكي يريد المزيد من كل شئ : المزيد من العنف ، المزيد من الضحك ، المزيد من الإنفجارات ، المزيد من الإبهار ، المزيد من الدم والمزيد من الجنس ! ، لذا نجح فيلم مثل The Expendables ، أما Scott Pilgrim فقدم كل شئ تقريبًا على نحو معتدل ، لذا فشل جماهيريًا ونجح نقديًا .. وهذاما حدث تقريبًا مع فيلمي ( رايت ) السابقين ، فالإثنان فشلا من حيث الإيرادات ونالا إعجاب النقاد وفئة لا يستهان بها من الجمهور .

( مايكل سيرا ) منذ بدايته في Superbad مرورًا بـ Nick and Norah's Infinite Playlist ، وعمله الرائع العام الماضي الذي لم يره إلا القليلون Youth in Revolt وهذا الفيلم ، وهو يؤدي نفس الشخصية تقريبًا بنفس درجة البراعة ، الـ geek غريب الأطوار نوعًا ، الذي لا يختلف عنك كشخص طبيعي لا يمتلك الوسامة الفتاكة التي تفتن النساء ، ولكنه رغم ذلك قادر على إيقاعهم في حبه بتلقائيته وعفويته ( لا تخلطوا بينه وبين ( جيسي أيزنبرج ) بطل The Social Network ، فالإثنان كملامح وأداء وشخصيات يتشابهان لدرجة مدهشة ! ) .. ( ماري إليزابيث وينستيد ) في أولى بطولاتها ذات القيمة ، بسيطة غير متكلفة ، مشروع نجمة لو إستمرت على هذا النحو .. ( أليسون بيل ) و( مارك ويبر ) و( إيلين وونج ) و( كيران كالكين ) ، عضوا فرقة ( سكوت ) الغنائية وصديقته الصينية ورفيق سكنه الشاذ على التوالي ، الأربعة لا يستغنى عنهم في الأحداث ، رغم تهميش دورهم إلى حد كبير في النصف الثاني .. أصدقاء ( رامونا ) السابقين وعلى رأسهم ( كريس إيفانز ) و( براندون روث ) – كابتن ( أمريكا ) القادم و( سوبرمان ) السابق على التوالي – رغم مساحة دورهما القصيرة ، إلا أنهما لفتا النظر بشدة .. وأخيرًا المختلف صاحب الأسلوب الفريد ( إدجار رايت ) ، هل أنا بحاجة للقول أنني أنتظر فيلمه القادم بشغف ؟

مأخذي الوحيد على الفيلم هو مدة عرضه ، فصحيح أنه يقارب الساعتين ، إلا أنه كان ينبغي ان يكون أكثر طولًا بساعة أخرى على الأقل أو تقسيمه على جزءين - كما حدث مع فيلم ( هاري بوتر ) الأخير - ، ليتمكن من عرض أحداث الكوميكس بشكل أعمق وأشمل .. الساعة الأولى من الفيلم كانت رائعة ، وأجاد فيها ( رايت ) نقل روح الجزءين الأول والثاني من الكوميكس ( بالمسطرة ) كما يقول التعبير الشعبي ، وأجاد تجسيد الشخصيات المختلفة تمامًا كما رسمها ( لي أومالي ) ، بينما في النصف الثاني جاء التكثيف وإضطر إلى إختزال الكثير من التفاصيل ، وتقليل ظهور العديد من الشخصيات - فهو محكم بقواعد شركات الإنتاج والعرض السينمائي - وهذا - بالنسبة لشخص لم يقرأ الكوميكس الأصلية - لن يشكل فارقًا ضخمًا ولن يقلل من درجة إستمتاعه بالفيلم وإن كان سيريد المزيد من بعض الشخصيات ، بينما لشخص قرأها - مثلي - فهذا يثير بعض الإحباط ( لهذا أنا من عشاق الـ Director's Cut ) .

Scott Pilgrim vs. The World ليس أروع الأفلام ولا أفضلها ، ولكنه أحد أمتع أفلام هذا العام ، وأضمن لك أنك ستشاهد شيئًا جديدًا مختلفًا ، وستقضي وقتًا لطيفًا معه ، وستستمتع ببعض أفضل مشاهد الأكشن هذا العام والعديد من الموسيقى التصويرية والأغاني الجميلة ، وربما تقرر بعدها قراءة الكوميكس الأصلية على سبيل الإستزادة .

بالمناسبة ، هناك فيلم أنيميشن قصير متقن جدًا وراق لنا كثيرًا تم إصداره كدعاية للفيلم ، يمكنكم مشاهدته بالأسفل .

تقييم الفيلم : 8/10

لتحميل الساوندتراك من هنا

لمشاهدة التريلار

لمشاهدة فيلم الأنيميشن