Scriptation

تبدأ الأحداث في قرية صغيرة اسمها The Wall ، سميت نسبة لجدار طويل يفصلها عن عالم آخر يخشى السكان عبوره أو مجرد تخيل ما يوجد فيه ، تأثرًا بخرافات قديمة .. ولمنع أي شخص من عبور الجدار ، وضع حارس أمامه ، مهمته الوحيدة هي منع عبور أي بشري الجدار .. ولكن الشاب ( دانستان ) يفعلها ، ويجد نفسه في العالم الآخر الذي يخشاه الجميع .. كلا ، لم تكن أرضًا قاحلة ، أو مكانًا مخيفًا لو توقعت هذا ، بل مكانًا ساحرًا ينبهر برؤيته .

وهناك يقابل الشاب فتاة حسناء مقيدة ، ينجذب لها وتنجذب له ، وتخبره أنها أسيرة لدي ساحرة شريرة تريه إياها .. الحب جميل ، هذا ما إكتشفه ( دانستان ) والفتاة ، وما جعل الأخيرة تقوم بتنويم سيدتها ، وقضاء الليلة مع ( دانستان ) ، والتي يكون ثمرتها طفل صغير ، يجده الأخير في سلة عند الجدار ، بعد تسعة أشهر من هذه الليلة ، لم يحاول خلالها تكرار ما فعله .

يكبر ( تريستان ) في رعاية أبيه العامل ، ويقع في حب الفتاة الحسناء ( فيكتوريا ) التي تتلاعب به .. ( تريستان ) وسيم ، لكنه ضعيف جبان ، لذا فهي تتلاعب به ، بينما تحاول إستغلال حب الشاب الثري ( همفري ) لها ، وتوقع بينه وبين ( تريستان ) ، الذي يؤثر السلامة كل مرة يواجه فيها غريمه .. ولكن الحب الذي يحمله لـ ( فيكتوريا ) أكبر من كل شئ .. وهذا ما دفعه لتلبية طلبها ، بإحضار النجمة التي سقطت في الجانب الأخر من الجدار ، خلال مهلة محددة ، وإذا ما نجح في هذا تزوجها .. ويذهب ( تريستان ) في رحلته ، غير عالم ما ينتظره هناك .

يمكن إعتبار النجوم صخور نارية ، لذا فمن الطبيعي عندما تسقط نجمة ، تجد صخرة نارية مكان سقوطها ، ولكن أن تتحول نجمة إلى فتاة جميلة ، فهذا أمر يفوق الخيال .. ولكننا في حكاية خيالية لا تنسوا .. وهذا ما وجده ( تريستان ) ، فتاة جميلة ، تخبره أنها النجمة التي هوت ، فلا يكون أمامه إلا أن يقيدها ويجبرها على الذهاب معه إلى قريته ، وتقديمها هدية لمحبوبته .. ولكن ، هل تسير الأمور بهذه البساطة في أية حكاية ؟ .. بالطبع لا ، هناك دائمًا شخص شرير يسعى لإفساد كل شئ ، وفي حكايتنا هذه هناك نوعان من الأشرار : أبناء الملك الراحل ، الذي منحهم قبل موته تحديًا أخيرًا بالعثور على عقده - الذي وجدته الفتاة / النجمة بالمناسبة عند سقوطها - ، ومن أجل هذا يدخل الأبناء سباقًا ، ويقتل الأخ شقيقه ، في سبيل الفوز وحده بالعرش .. وثلاث ساحرات عجوزات ، تسعين لقتل الفتاة / النجمة ، والإستيلاء على قلبها ، من أجل العودة إلى الشباب مرة أخرى ، ومن أجل هذا تمنح إثنتان منهما الثالثة معظم قواهما ، لتعود إمرأة صغيرة ، قادرة على التحرك بسهولة وراء الهدف .

لذا فالوضع الآن لدينا كالتالي : ( تريستان ) والفتاة / النجمة يحاولان الوصول إلى الجدار ، وخلفهما أبناء الملك ، الذين يتقلص عددهم ، ويتحول الموتى منهم إلى أشباح تتابع ما يحدث في سخرية ! ، والساحرة التي تحول كل من في طريقها إلى عبيد لها .. آه ، نسيت أن أذكر أن هناك أيضًا قرصانًا ورجاله ، يدخلون وسط الأحداث ، لتتسع دائرة الصراع .

الجزء الأول من الأحداث قد تراه مملًا أو بطيئ الإيقاع نوعًا ، ولكن هذا ضروري ، فنحن بحاجة لمعرفة ما يحدث ، وما هو هذا العالم الجديد ، ولكي نتعرف أيضًا على أبطالنا .. بعد هذا ، ستجد الإيقاع أصبح أكثر سرعة ، وزاد التشويق .. أجاد المخرج ( ماثيو فاجن ) بناء عالم خيالي جذاب ، مختلف عن عوالم ( أليس ) و( هاري بوتر ) والعوالم الخيالية المماثلة .. البعض يعيب عليه أنه لم يلتزم بقصة ( جايمان ) تمامًا ، وأفقدها لمسة الخوف التي تحمله بين سطورها .. ربما ، أنا لم أقرأ قصة ( جايمان ) بعد ، ولكنني إستمتعت بالفيلم كثيرًا ، لذا فلا أظن أن لمسة الرعب هذه كانت ستجعله أكثر متعة .. إنها قصة حب في النهاية .. نأتي لـ ( جايمان ) نفسه ، فالرجل الذي يقول عنه ( ستيفن كينج ) : " إنه بطلي ! " ، حتمًا سيصبح بعد فيلمه هذا - هو أيضًا مؤلف Coraline لو كنت قد شاهدته - بطلك أنت أيضًا ! .. فالرجل الذي ينجح في بناء عالم خيالي جذاب ، قادر على إثارة إعجابك ، أنت الشخص البالغ الناضج ، الذي لم تعد تعجبك مثل هذه الحكايات ، يستحق بالـتأكيد أن يكون في قائمة كتابك المفضلين .

( ميشيل بفايفر ) التي يبدو أنها كلما كبرت زادت جمالًا وبهاءًا .. أجادت دور الساحرة الشريرة ، التي رغم كل ما تفعله وتريد فعله ، لا تملك إلا أن تحبها .. ( مارك سترونج ) الذي لا يمكنك تخيله إلا في دور الشرير .. أكثر الأبناء خبثًا وشرًا ، وآخرهم على قيد الحياة .. لا ينافسه أحد حاليًا في هذه الأدوار .. ( كلير دينيس ) ، مازلت كما هي منذ ( روميو وجولييت ) ، جميلة ساحرة رقيقة .. تمامًا مثل نجمة .. ( شارلي كوكس ) ، يمكن القول أنه كان نجم الفيلم الأول .. المؤسف أن المنتجين لم يستغلوه جيدًا بعد هذا الفيلم .. وأخيرًا ( روبرت دي نيرو ) .. ماذا يقال عن هذا الرجل ؟ .. هل وقعت في غرام كابتن ( جاك سبارو ) ؟ .. أؤكد لك أنك ستحب كابتن ( شكسبير ) أيضًا .

يقول ( نيل جايمان ) : " نحن البالغون ، يتم التمييز ضدنا .. فنحن الغالبية المضطهدة ، لأن لا أحد يكتب لنا حكايات خيالية .. المشكلة ليست أننا كبرنا على مثل تلك الحكايات .. المشكلة أنه لا أحد يكتبها لنا .. لا أحد يكتب لنا حكاية نستمتع بها ، تكون زاخرة بأشخاص حقيقيين وأحداث حقيقية ، نشعر بها ونتفاعل معها ، مثلما كنا نفعل في طفولتنا " .. فهل من ملب لهذه الدعوة ؟

تقييم الفيلم : 8/10

لمشاهدة تريلار الفيلم

لسماع أغنية rule the world