Scriptation

القصة :

" شخص ما ذكرني أنني قلت يومًا ما أن الجشع أمر جيد .. الآن يبدو أنه صار قانونيًا ! "

Review :

من الجيد حضور فيلم في عرضه الخاص وقبل عرضه الجماهيري – كلا ، لم يحضر ( شيا ) العرض لو فكرت في هذا ! - .. كنت قد شاهدت الجزء الأول منذ بضعة أيام ، وأصابني بصداع عنيف من كثرة الأرقام والتحويلات البنكية وإرتفاع وإنخفاض الأسهم والشائعات التي تتحكم في كل شئ ، لأحمد الله بعدها أنني خريج هندسة وليس تجارة ! ، لذا فقد وجدتها فرصة جيدة لمشاهدة فيلم حديث مجانًا ووقت نزوله أيضًا ( تحيا العروض الخاصة ! ) .

يبدأ الفيلم بخروج عملاق الاقتصاد السابق ( جوردن جيكو ) من السجن ، بعد قضائه ما يقارب من ثماني سنوات بين جدرانه ، وست أو سبع أخرين ما بين التنقل بين المحاكم للنظر في قضيته الشهيرة .. لو قارنا ما بين ( جيكو ) هذا و( جيكو ) 1985 ، سنرى الفارق الضخم ، فقد ترك الزمان علاماته القاسية الواضحة عليه .. لا أحد في إنتظار العملاق السابق على باب السجن .

تمر السنوات ، ست سنوات لاحقة ، لتدرك أن الرجل لا يستسلم بسهولة ، فها هو ذا قد تحول إلى كاتب ، ويظهر في اللقاءات التليفزيونية ويعقد حفلات التوقيع ، بالإضافة إلى كونه محاضرًا .. نتعرف بعدها على شخصيتين جديدتين ، ( جاكوب مور ) الشاب الذكي الطموح ، الذي يعمل في مجال المال لدى الثري ( لويس زيبل ) ، وحبيبته ( ويني ) ، التي سرعان ما ندرك من مشاهدها الأولى كم كراهيتها لوالدها .. ( جوردن جيكو ) بالطبع !

الأحداث بعد ذلك تسير على نحو هادئ رتيب ، نتعمق فيه مع الشخصيات أكثر ونتعرف على المزيد منهم ، إلى أن نصل لقضية الفيلم الرئيسية .. الأزمة المالية العالمية .. تتعرض الشركة التي يعمل لها ( جاكوب ) لصدمة مهولة ، تفقدها مكانتها في سوق المال ، ونرى رئيسها يتذلل لعمالقة المال والحكومة الأمريكية من أجل إخراجه من كبوته هذه .. وفي إحدى جولات ترويج كتابه ، نرى ( جيكو ) يناقش أسباب الأزمة ، ويشرحها أسبابها بأسلوب وبأسلوب ساحر ساخر سلس .

ثم تأتي نقطة التحول في الفيلم ، ( زيبل ) ينتحر ! ، لم يتحمل الضغوط المفروضة عليه فقرر الاستسلام لليأس والانسحاب .. فيقرر ( جاكوب ) تكريس حيانه للعثور على من تسبب في إطلاق الشائعات التي دمرت رئيسه ، ويستعين في ذلك بـ ( جيكو ) ، الذي يوافق في مقابل عمل ( جاكوب ) على تحسين علاقته بابنته .

( مايكل دوجلاس ) ، لم يكن أبدًا من ممثلي المفضلين لسبب ما لا أدريه ، ولكن هذا لا ينكر الكاريزما العالية والموهبة الكبيرة التي يحملهما ، حتى أنه كان يتفوق على كل من معه في المشاهد المشتركة .. ( شيا لابوف ) ، كالعادة ملامحه الطفولية تجعلك تفكر ألم يجدوا غير هذا الصبي ؟ ، ولكنك سرعان ما تتناسي ها مع موهبته الواضحة .. من الجيد رؤية هذا الفتى في فيلم درامي يعتمد على التمثيل وحده ، وليس آليين خارقين متعددي الألوان ، وفتنة وإغراء ( ميجان فوكس ) ! .. ( كاري موليجان ) ، سيئة سيئة سيئة ! .. ومستفزة كذلك بالمناسبة ! .. ( جوش برولين ) ، لم يقنعني طيلة الأحداث أنه شرير الفيلم .. ( سوزان ساراندون ) و( فرانك لانجبلا ) ، ضيفا شرف خارج المنافسة .

( أوليفر ستون ) ، أعترف أنني مقصر للغاية مع هذا الرجل ، فلم أر له – غير هذا – سوى فيلمين أو ثلاثة ، ولكن مما رأيته ، فلا ينكر موهبة الرجل الطاغية إلا جاحد ! .. السيناريو – بعيدًا عن المشاهد الدرامية والقصة وبناء الشخصيات - نجح إلى حد كبير في تبسيط لغة الأموال والبورصة للمشاهد العادي ( سيناريو الجزء الأول كان كارثة بالنسبة لي ! ) .. التصوير كان متميزًا ، وأفضل بكثير من الجزء السابق ( 23 سنة تصنع فارقًا بالطبع ) .. الموسيقى التصويرية في المشاهد الحزينة والكئيبة كانت أفضل موسيقى بالفيلم .

شئ واحد يعيب الفيلم وهو النهاية ، أو فلنقل ما يقرب من أخر عشرين دقيقة في الفيلم ، كانوا أسوأ ما في الفيلم .. الشرير يعاقب والبطل يعود للبطلة ، ونحن عائلة كبيرة سعيدة .. هذا يناسب فيلم مصري أكثر ! .. أغلب الظن أن ( ستون ) وكاتبي السيناريو ، قد " استسهلوا " وقرروا وضع أي نهاية سعيدة " والسلام " ، وليس على غرار نهاية الجزء الأول التعيسة لكل الأبطال .

كلمة أخيرة :

Wall Street 2 فيلم جيد لا بأس به ، سيروق لفئة معينة من المشاهدين ، لكنه على الأرجح لن يحقق نجاحًا تجاريًا ضخمًا ، وربما لن يصمد في المنافسة طويلًا ، والأغلب أيضًا أنه لن يحصد العديد من الجوائز .. ولكن ، لو أردت على سبيل الملل والتغيير ، مشاهدة فيلم يبعد كل البعد عن المعتاد من أكشن Transformers المبالغ فيه ، ورعب Saw المرضي ، ورومانسية Twilight المفرطة ، وهوس الثري دي ، فهذا فيلم يستحق المشاهدة .

تقييم الفيلم : 6.5 / 10 .

Wall Street 2 .. مازال الطمع جيدًا !