Scriptation

قبل بداية كتابة هذا المقال ، سألت نفسي " هل يستحق الفيلم أن نكتب عنه مرة أخرى ؟ " ، وظل السؤال معلقًا حتى شاهدت الفيلم مرة أخرى منذ بضعة أيام ، ووجدت الإجابة واضحة : نعم ، إنه يستحق ، وبشدة ! ، ويستحق أن يكون من ضمن أفلامنا المفضلة ، وبشدة أيضًا !

منذ البداية ، وأنت تعلم أنك ستشاهد فيلمًا مميزًا ومختلفًا .. ففيلم يبدأ بعبارة تقول " أن كل الأشخاص والأحداث غير واقعية ومن خيال المؤلف ، وأي تشابه هو محض مصادفة .. خاصة أنت ( جيني باكمان ) ، أيتها السافلة ! " من المؤكد أنه سيكون مختلفًا بحق ، خاصة مع بدايته التي تخبرك – وتصر على ذلك – أن هذه ليست قصة حب ، وأن تضع ذلك في حسبانك ، ولكنك ستنساها بمجرد مرور الدقائق العشر الأولى .

أنت الآن في المشهد الأول ، لا تفهم شيئًا .. شاب وفتاة يجلسان أمام منظر جميل .. حبيبان بالطبع ، هكذا تفكر ، ولكن لم هذه النظرة المتجهمة على وجه الشاب ؟ ، ثم تعود بنا الـ calendar إلى الوراء ، إلى اليوم الأول في قصة الحب هذه .. بطلنا هو ( توم ) ، شاب وسيم يعمل كمبتكر كروت معايدة ، لم يجد حب عمره بعد ، حتى وقعت عيناه عليها وأيقن أنه وجد ضالته أخيرًا فيها .. ثم المشهد التالي ، ( توم ) يكسر في الأطباق وأصدقاؤه يحاولون تهدئته ومعرفة ماذا به .. الفتى محطم ، والسبب وجيه ، فـ ( سمر ) تركته .

ولكن من هي ( سمر ) ؟ .. ( سمر ) هي بطلتنا ، فتاة ليست خارقة الجمال ، ولكنه ذلك الجمال الذي ما أن تراه حتى تقع في حبه على الفور .. موظفة جديدة في الشركة التي يعمل بها ( توم ) ، تصد أية محاولة للتقرب منها ، لا تؤمن بالحب بالطبع ، ولا يبدو أنها ستفعل بعد محاولات ( توم ) الأولى معها .. أنت الآن على علم بطرفي قصة الحب ، وتستعد لمعرفة المزيد عنها .

المشاهد التالية ، وحتى نهاية الفيلم ، تسير على نسق غير مألوف ومبتكر .. فالـ calendar تتغير وبإستمرار بين الأيام من 1 إلى 500 ، بطريقة عشوائية .. تخيل أنك الآن في اليوم الرابع ، ثم ينتهي وتجد نفسك في اليوم الثالث والعشرون ، وبعدها في المائة والخمسة ، ثم تعود إلى اليوم الثمانين ! .. جنون ، أليس كذلك ؟ .. ولكنك رغم هذا ستكون مستمتعًا بما يحدث وأنت تشاهد تطور علاقة الحب ، فاليوم نحن أحباء ، اليوم التالي أنا محبط ، اليوم بعد التالي أنا في الجنة معك ! .. الجنون أحيانًا يكون رائعًا !

( جوزيف جوردن – ليفيت ) .. كان هذا الفيلم بداية معرفتي بهذا الفتى ، بعدها صار من نجومي المفضلين بلا منازع .. الفتى كان ساحرًا طوال أحداث الفيلم ، لا يمكنك إلا الوقوع في حبه .. أنا رجل ، ولكنني أقر وأعترف بهذا ، لو كنت فتاة وفي موضع ( سمر ) ، لتزوجت منه فورًا وبلا تردد ! .. ( زوي ديسشانيل ) .. عرفتها أيضًا من هذا الفيلم .. أحببت ضحكتها وأسنانها غير المنتظمة وقصة شعرها والوحمة على عنقها .. وكرهتهم أيضًا ! .. ورغم أنني كرهتها لما فعلته بالفتى المسكين ، إلا أنني وقعت في حبها أنا الأخر .. اللعنة !

( مارك ويب ) في أولى تجاربه الإخراجية – والتي قفزت به إلى ( سبايدرمان ) الجديد – قدم فيلمًا مميزًا ، يؤهله لإحتلال مرتبة متقدمة بين المخرجين ، لو استمر على هذا المستوى .. التنقل بين المشاهد / الأيام كان رائعًا ، والتسلسل كان موفقًا وسلسًا وغير مكرر على الإطلاق .. السيناريو الذي كتبه ( مايكل ويبر ) و(سكوت نيوستدر ) كان متميزًا وإحدى نقاط القوة في الفيلم .. إختيار الموسيقى التصويرية والأغاني نقاط قوة لا شك في ذلك .

( 500 ) Days of Summer سيظل عالقًا في ذهنك لفترة لا بأس بها .. فكم منا – الرجال – ( توم ) وكم منهن – النساء – ( سمر ) – هذا ليس تحيزًا بالمناسبة ! – ولكنها الحقيقة للأسف وعن تجربة ! .. كنت أريد مواصلة ( الرغي ) عن الفيلم - فمن الواضح أنني مازلت منبهرًا به - ولكنني لست من هواة حرق الأحداث ، لذا فسأكتفي بهذا القدر من السرد .. فإذا لم تكن قد شاهدته بعد ، فافعل ذلك في أقرب وقت ممكن ، وإذا كنت قد شاهدته ولم يرق لك لسبب ما ، فشاهده مجددًا ، المشاهدة للمرة الثانية – عن تجربة – أكثر متعة .. هناك عدة مشاهد تم حذفها من النسخة التي عرضت - ولا أدري السبب في الواقع - ، ولكنها تضمنت إلى النسخة الـ DVD ، ستجدون 4 مشاهد منها بالأسفل ، يمكنكم تحميلها .