Scriptation

هل تحب البوم ؟ .. حسن لا أعرف رأيك في الموضوع ، ولكن أنا أكرهه ! ، فبالنسبة لي البوم مثل الغراب ، نذير شؤم ، وبالتالي فهو ليس من الطيور المحببة على كل .. لذا عندما رأيت للمرة الأولى تريلار الفيلم ، قلت في نفسي ، أه ، هذا Lord of the Rings لكن مع بوم هذه المرة !

بعد فيلمين مبنيين على عوالم الكوميكس ، لا يبتعد المخرج ( زاك سنايدر ) كثيرًا عن هذه العوالم ، فيقدم فيلمه الجديد - أولى تجاربه مع الأنيميشن - مبنيًا على الثلاثة قصص الأولى من سلسلة روايات فانتازية شهيرة وناجحة لـ ( كاثرين لاسكي ) .

يبدأ الفيلم بتقديم هذا العالم الجديد وشخصياته الرئيسية لنا ، فنتعرف على البومتين الشابتين ( سورين ) و( كلاد ) ، شقيقان متناقضان ، ( سورين ) يحلم دائمًا بالأسطورة ( إليز ) وافتتن بحكاياته وصراعاته الخرافية ، يميل إلى الطيبة والحنو على شقيقته الصغيرة والعطف على شقيقه الذي يقاربه في السن ، بينما ( كلاد ) واقعي ، لا يؤمن بالحكايات الخيالية التي يرددها والده عن البوم الحارس الأسطوري ، غيور من شقيقه ويحاول دائمًا التفوق عليه .

الشقيقان ( سورين ) و( كلاد ) مازالا صغيران لا يجيدان الطيران ، لذا فالأب والأم يبدأن معهما دروس الطيران حول الأشجار القريبة .. حذار من الطيران بمفردكما الآن ولا تحاولا النضج مبكرًا قبل الأوان ، هذه هي نصيحة الوالدين للشابين الصغيرين .. ( سورين ) يتفوق على شقيقه في الطيران ، فتزداد غيرة الأخير .. الصغيران يتسللان في غياب الوالدين ليحاولا التدرب بمفردهما ، فيحدث ما هو متوقع ويسقطان من عشهما إلى الأسفل .. إلى الأرض المجهولة بالنسبة لهما .

الصغيران يتعرضان لخطر فأر شرس يحاول الفتك بهما ، ولا يبدو أن هناك أمل في النجاة .. وفجأة تأتي النجدة من السماء ، بومان قويان ينتزعان الصغيران من قلب الخطر ، ويطيران بهما بعيدًا بعيدًا .. عشرات البوم ، بل مئات البوم يطير حول الصغيرين ، وكل واحدة تحمل بومة صغيرة ، والجميع ينطلق نحو المجهول وسط ذعر الصغيران .

نحن الآن في قلب مملكة البوم ، الجو كئيب وغير مبهج على الإطلاق ، والصغيران - بالإضافة لبومة صغيرة أخرى ( جيلفي ) يتعرفان عليها في رحلتهما الطويلة - يشعران بالرهبة والخوف ويرغبان في العودة إلى المنزل .. نتعرف على ( نايرا ) زوجة زعيم المملكة ، الغامض حتى هذه اللحظة .. هذه شخصية لا تبعث على الاطمئنان أبدًا ، وتثير الخوف بكلماتها القوية للجمع الجديد من البوم الصغير .. انسوا أهلكم وتقبلوا حياتكم الجديدة ، لقد تم إختياركم لهدف أسمى يجب عليكم تنفيذه .. الكل سيخضع لنا والسيادة ستكون لنا .. ( سورين ) و( جيلفي ) يبديان عدم استسلامهما للوضع الجديد ، فيتم إبعادهما وجعلهما عبدين في مرتبة أقل ، بينما ( كلاد ) يقرر الانصياع والانضمام .. إلى أن تأتي الفرصة لـ ( سورين ) و( جلفي ) للهرب والانطلاق بحثًا عن البوم الحارس .. عن الأسطورة .. ولكن هل يجدانه بالفعل ؟

مازال ( سنايدر ) متأثرًا بفيلميه السابقين ، فجرعات القتال والصراع - وإن كانت أقل عنفًا هنا بالطبع - مازالت تفرض نفسها ، كما أن أسلوبه المميز في الإخراج واضح خاصة في مشاهد الصراع وحركات الكاميرا ولقطات الـ slow motion .. الأنيميشن كان مدهشًا ومتقنًا جدًا ، ويمكنني القول أن هذا من الأفلام القليلة التي جعلتني أشعر أن الـ 3D لم يتم إضافته لمجرد حصد المزيد من الأموال ، ولكن لإضافة بعد جديد يمكنك من الاستمتاع أكثر بالتفاصيل .. السيناريو كان بسيطًا وسلسًا وإن كان متعجلًا في بعض الأحيان عند الانتقال من مشهد غلى أخر ، والحوار كان لطيفًا ومرحًا في كثير من المشاهد ، لذا فلا تخشى أن يصيبك الملل أو الفتور أثناء المشاهدة .. الصراعات والمعارك نفذت بإتقان شديد كعادة ( سنايدر ) .

الأداء الصوتي ضم عدد كبير من نجوم ( هوليوود ) ، وإن كان أغلبهم أستراليون .. من أبرز الشخصيات التي أجادت دورها ( جيم ستارجس ) و( جيوفري راش ) و( إيملي بارسلي ) و( أنتوني لاباجيلا ) .

نأتي لنقطة مهمة وهي مشكلة الفيلم من وجهة نظر الكثيرين ، فبالنسبة لشخص رأي عشرات الأفلام والحبكات ، ولم يقرأ الرواية الأصلية بالطبع - أنه بعد الربع الساعة الأولى ، يمكنه إخبارك كيف ستسير الأحداث وما الذي سيحدث بعد ذلك ، بل وقد يخبرك ايضًا - إن كان متمرسًا إلى أقصى حد - ماذا سيكون المشهد التالي ! .. هذا سيقلل حتمًا درجة إستمتاعك بالفيلم .

لذا فنصيحة من مجرب ، لا تحاول إعمال عقلك كثيرًا في مثل هذه الأفلام .. أنت رأيت هذه القصة من قبل ، تناسى ذلك وإسترخى في مقعدك وإستمتع بالأنيميشن والـ 3D .

هناك نقطة أخيرة مهمة ، درجة العنف في الفيلم لا تناسب جميع أعمار الأطفال ، لذا فإن كنت تفكر في إصطحاب أطفالك الصغار لرؤيته ، فهذا يعتمد على مراحلهم العمرية .