Scriptation

( ماكس ) - صغير الحجم مقارنة بالوحوش - يخشى أن يتلهموه ، فيخبرهم أن لديه قواه السرية الخارقة في مشهد لا يمكنك إلا أن تضحك فيه من مدى قناعة ( ماكس ) بما يقوله ، ومدى إنبهارهم به .. وهكذا يقرروا تنصيبه ملكاً ويبدأ هو في إكتشاف مشاكل شعبه ، فوحوشه المخيفة ليست على وفاق .. هناك ( كيه - دبليو ) التي تريد أن تنفصل عن الجَمع ، وهناك ( كارول ) الحانق والحالم ، والذي يحبها ويرفض رحيلها ، ويحلم ببناء قلعة كبيرة تجمع الرفاق ، فلا ينفصلوا أبداً .

هكذا يقرر ( ماكس ) بصفته الملك أن يساعد ( كارول ) على بناء قلعته المثالية ، و يتصور الجميع أنهم سيجدون السعادة هكذا ، فلديهم الملك بقواه السرية ولديهم قلعتهم الجديدة التي ينامون فيها في كومة واحدة كما يحلوا لهم .. لكن ( كيه - دبليو ) لازالت مصرة على الرحيل ، و ألعاب ( ماكس ) الطفولية العنيفة لا ترضيهم ، وثقتهم في الملك القادر على تصحيح الأمور تنهار حين يتكشّف لهم أنه مجرد طفل لا يملك قدرات أو قوى خارقة !

و يفقد ( كارول ) أعصابه و يتحول إلى وحش مخيف فعلاً ، فحبيبته تتركه ، وقلعته ليست مثالية كما أرادها أن تكون ، والملك الذي سانده من البداية مجرد طفل كاذب ! ، فتلجأ الوحوش إلى حماية ( ماكس ) من بطش ( كارول ) بأن تعيده مجدداً للعالم الذي جاء منه ، بعد أن يكتشف أنه لا يملك تصحيح الأمور كما يشاء ، فالأمور دوماً أكثر تعقيداً من ذلك ، حتى في عوالمه التخيلية .

المدهش أن ( سبايك جونز ) كان ينوي تقديم الفيلم كفيلم رسوم متحركة animation ، لكنه وجد أن الرسوم المتحركة ستُفقد وحوشه شكلها المخيف ، وقد أراد هو أن يطبع في عقولنا شكلها المخيف ، وتناقضها مع براءة الطفل ( ماكس ) !

يقوم بالبطولة الطفل ( ماكس ريكوردس ) ، والذي لن تملك إلا أن تحبه بزي الأرنب البرئ وصوته المشبّع بحماسة الأطفال و شقاوتهم ، وهو إختيار موفق جداً من ( جونز ) ، ولكنه لم يكن سهلاً على الإطلاق ، فتجارب الأداء استمرت لشهور ولمئات من الأطفال ، حتى استقروا على ( ماكس ) ، إذ أن الطفل وجه غير مألوف في هوليوود ، وبالنسبة لي فقد أعطاني مصداقية شديدة على أنه مجرد طفل عادي ، لا كأطفال الأفلام الأخرى الذي تشعر أنهم أبطال مميزين .

أما وحوش (ماكس) فقام بأصواتهم مشاهير هوليوود أمثال ( جيمس جاندولفيني ) نجم مسلسل المافيا الشهير The Sopranos في دور ( كارول ) ، و( لورين أمبروز ) في دور ( كيه - دبليو ) ، وآخر ملوك أسكتلندا ( فورست وايتاكر ) في دور ( آيرا ) .. بل إن ممثل شهير كـ ( مارك روفالو ) اكتفى بتأدية دور صديق الأم ، دون حتى أن تكون لشخصيته اسم ، ولدقائق عابرة ، تقديراً منه للفيلم ولفكرته الجميلة .

الموسيقا التصويرية التي صاحبت الفيلم أحد أهم عوامل عشقي له ، فقد اعتدت دوماً على التفاعل مع موسيقا الفيلم الذي أشاهده ، وقد أكره الفيلم أو أحبه أكثر وفقاً لموسيقاه ، وهذا الفيلم تميز بأغاني حماسية مبهرة للمغنية المدهشة ( كارين أو ) ، وهي صديقة المخرج في الواقع ، والتي قامت بتأليف الأغاني وأداء بعضها ، يصاحبها كورال من الأطفال ، يشعلون الحماس ويثيرون الضحكات البريئة على أدائهم الرائع .

تقييم الفيلم : 8.5/10

لتحميل الفيلم من هنا .

لتحميل الساوندتراك من هنا .

لمشاهدة التريلار