Scriptation

الاعتراف بالحق فضيلة..بعد ثلاثة شهور مدونتي لا تجذب العدد الذي كنت أتوقعه من الزوار، كما ان الترتيب في محرك البحث (جوجل) متأخر جداً، ولا يرضيني..لهذا قررت اقتباس فكرة رائعة وراقية من محمد بدوي وهي الإعلان عن تبادل إعلاني نصي مجاني مع المدونات والمواقع الأخري :

• التبادل الإعلاني يكون في صورة رابط نصي يؤدي إلي مدونتي بشكل مباشر، وفي المُقابل أضع رابطاً مماثلاً في مدونتي للمدونة او الموقع الراغب في التبادل تحت عنوان (مواقع صديقة) وذلك لتحقيق المنفعة للطرفين.
• من يرغب في إتمام عملية التبادل الإعلاني النصي مع مدونتي فليراسلني علي عنوان بريدي ahmedmagdy43@gmail.com او يضع تعليقاً به رابط مدونته، ويضع رابط مدونتي في موقعه، ومن جهتي سأقوم بالمثل.
• في حالة الرغبة في تطوير الصيغة الإعلانية إلي بانر او صورة مثلاً -وهذا غالباً لا يُثير اهتمام أحد- فليراسنلي ايضاً للأتفاق علي الصيغة المطلوبة.
  

خدعة الـpilot الجبارة وقعنا فيها كثيراً..لكن هذا المسلسل يختلف ويبدو انه سيسير في طريق اخر مستلماً الراية من lost كما قيل عنه..بعد مشاهدة الحلقة الأولي pilot كانت هناك بعض الملاحظات.

البداية مشابهة كثيراً للحلقة الأولي من lost فأن تبدأ بحدث كبير هي تيمة معتادة من مسلسلات الخيال العلمي ذات التكاليف الباهظة..في هذا المسلسل نتعرف في مشاهد سريعة علي الأبطال الأوليين للمسلسل، ونري فريقاً من الشرطة يتكون من جوزيف فينس، و جون تشو (هارولد في سلسلة "هارولد وكومار") يطاردان سيارة تحمل مشبوهين. ونعرف ان سونيا فالجر (بينولبي وايدمور من lost) زوجة فينس طبيبة بالمستشفي المحلي. فينس و تشو في مطاردة علي الطريق العام، و سونيا تجهز لدخول عملية جراحية..والكاميرا تتنقل بسلاسة بين عدد من الشخصيات الفرعية الأخري لنعرف أين يقف الكل وماذا يفعل..ثم فجأة : طرااااااخ !

ما جاء بعد ذلك أعتقد انه كان سريعاً نسبياً..أعني انه في الحلقة الأولي وحدها استطعنا الإلمام بالوضع (كل البشر في العالم تعرضوا لإغماءة لمدة دقيقتين و17 ثانية رأوا فيها أنفسهم بعد ستة أشهر، تحيداً في مساء 29 ابريل 2010 !)، وأنا أظن ان مخاطر والنتائج المترتية علي الإغماءة الجماعية هذه أكبر من نمر عليها سريعاً هكذا في حلقة واحدة.
لكن الجبكة جيدة جداً، والأحداث تخطف الأنفاس..خاصة انه بنهاية الحلقة نبدأ في تربيط الخيوط ببعضها..فنعرف ان زوجة فينس قد رأت انهما سينفصلان، وانها بصحبة رجل اخر..ويبدأ فينس في تجميع خيوط القضية، واستكمال عناصر المشهد المستقبلي الذي رأه في إغماءته.

ثم المفاجأة الكبيرة الأخيرة في نهاية الحلقة لمشهد من الاستاد الرياضي في ديترويت، مشهد مسجل علي الكاميرا الأمنية : شخص يرتدي السواد يتجول بين الجمهور الفاقد الوعي أثناء الدقيقتين المشؤمتين إياهم !..
إذن هذه الإغماءه مقصودة، وهناك جهة ما ورائها !
أعتقد ان lost كان اكثر هدوءاً وبطئاً وتركيزاً، لكن علي كل حال لم يعجبني lost إلا بعد مرور خمس او ست حلقات، فدعونا نعطي الفرصة لـ flashforward لنري إلي أين يأخذنا..الحلقة الثانية تُعرض في 1 أكتوبر بعنوان White to play .

مُتابعات من عالم التليفزيون :

• flashfoward هو عنوان المسلسل الجديد الذي تنتجه شبكة Abc الأمريكية، وتبدأ عرضه اليوم 24 سبتمبر وسط انتظار جماهيري كبير للمسلسل الذي أُطلق عليه (lost الجديد) في إشارة إلي انه سيحتل المركز الأول والأهم في قلوب المشاهدين بعد المسلسل الشهير المذكور والذي سينتهي عرضه في 2010. يمكنك عبر هذا الرابط مشاهدة الفيلم الدعائي القصير للمسلسل، وكما تسرب منه حتي الان فالمفترض ان الحلقات الأولي منه تتحدث عن لحظة خاصة في تاريخ البشرية يتعرض خلالها كل البشر في العالم لإغماءه لمدة دقيقتين و17 ثانية، يشاهد فيها كل واحد نفسه في المستقبل. ومن هنا تبدأ مجموعة من الأحداث العالمية العنيفة بسبب خوف الناس مما رأوه. المسلسل مأخوذ عن رواية لكاتب الخيال العلمي الكندي روبرت سوير. المسلسل يقوم ببطولته جوزيف فينس.
• Mercy هو عنوان المسلسل الجديد الذي تنتجه وتُعرضه Nbc عن عالم المستشيفات من جديد، وفي هذه المرة تدور الأحداث مع حياه ثلاثة من الممرضات ومشاكلهم، وتعاملهم مع تعنت الأطباء في ظل ظروف حياتية صعبة. المُلاحظ ان اسم المستشفي mercy قد ورد ذكره اكثر من مرة ضمن احداث مسلسل ER الطبي الشهير -الذي تنتجه nbc ايضاً !- بأعتبارها احدي المستشفيات القريبة من مستشفي المقاطعة المحلية التي تدور فيها احداث ER، وكانت mercy في ER فقيرة جدا طبياً، ودائماً ما تخذل حالات الطوارئ القصوي، او حالات الحواداث الكثيرة التي كان يتم تحويلها علي مستشفي المقاطعة..هل ترفع nbc شعار "مسلسل لكل مستشفي" ام ماذا؟..لنا مقال اخر حول مدي فرصة المسلسل علي المنافسة في ظل ثلاثة أربعة مسلسلات اخري شهيرة تدور حول عالم المستشفيات ER, Grey's anatomy, house, scrubs. يمكنك مشاهدة ملخص الحلقة الأولي من هنا.
• NCIS:Los Angeles..نسخة لوس انجلوس من مسلسل التحقيقات الشهير Ncis، وتوقيت غير مناسب للإطلاق من شبكة cbs مع بداية Ncis الأصلي موسمه السابع للتو، وجذبه لكل الأنظار حالياً..بل ربما يُعد حالياً المسلسل الأول جماهيراً علي مستوي الدراما بعد التطور الرهيب في احداثه ومستواه في موسمه الرابع..لعل نسخة لوس انجلوس تستفيد بالأسم التجاري في محاولة إثبات الذات..علي كل حال لم يُعرض سوي حلقة واحدة حتي الان هي Identity..فدعونا ننتظر.
  

جاء ذكر هذا المسلسل عندما تحدثنا سابقاً عن B.J.Novak، وأظن انه لا بأس الان من بعض الحديث المختصر عنه.

قد يفزعك في البداية التقييم الفنتازي لهذا المسلسل علي موقع imdb وهو 9.4 وهو بالمناسبة تقييماً أعلي بنسبة واحد من عشرة من التقييم العام للنسخة البريطانية من المسلسل (النسخة الأصلية).
تدور فكرة المسلسل حول حياه مجموعة من المحاسبين في قطاع ما من شركة تنفيذية كبري. وتدور أحداثه في إطار غريب الأطوار حيث من المفترض اننا نتجسس علي الموظفين أثناء عملهم، فنلاحظ العلاقات السرية بينهم، وعلاقتهم برئيسهم (مايكل سكوت) الذي يؤدي دوره (ستيف كاريل) ببراعة منقطعة النظير.
التصوير يتم من زوايا غريبة في بعض الأحيان، وهو ما يعطي للحدث لمسة واقعية خاصة ان الممثلين يؤدون أدوارهم بمنتهي السلاسة ودون اي افتعال، فهذا مسلسل ليس به اخطاء تمثيلية، وكل شئ يمكن ان يعاد استخدامه.
اما بالنسبة للأحداث فهي غالباً ما تدور داخل المكتب، لكن صناع المسلسل يجتهدون فعلاً لإضافة حلقات (موانع الرتابة) فهناك حلقات ظريفة في المنتصف؛ عندما يخرج المكتب كله مثلاً في رحلة بحرية بمناسبة رأس السنة، او حفلة كاريوكي ارتجالية بمنزل احد الموظفين، او مباراه كرة سلة بين الموظفين وعمال المخازن!
الشخصيات هي عماد هذا العمل الفني، فهي ثرية بأختلافها وتناقضها ولعل أهمها هو:

• (مايكل سكوت) نفسه الرئيس الأحمق dump ass ربما، لكنه طيب القلب يورط موظفيه في مواقف بالغة الحرج بسبب ميله الشديد للعبث والمرح..بالطبع طوال الوقت يمارس( ستيف كاريل) هوايته المحببة في تقليد الأصوات، وإصدار نغمات عجيبة بحنجرته المرنة، لا عجب وهو الضالع بشده في الأداء الصوتي لأفلام الرسوم المتحركة، ولديه سجل مشرف في هذا المجال.
• (دوايت شروت) الذي يقوم بدوره الموهوب (راين ويلسن) الذي أدي مؤخراً دوراً في الجزء الثاني من Transformers ليخرج قليلاً من إطار التليفزيون..وهو ممثل موهوب فعلاً يؤدي دور مساعد (مايكل سكوت) المهووس بالأبطال الفانتازيين، ويريد ان يعيش دور البطولة علي الاخرين..نجده يتعرض لمقالب ثقيلة طوال الوقت من زملائه بسبب سخافة تصرفاته.
• (جيم هالبرت) الوسيم الشاب اللامع بالمكتب وأنجح موظفي سكوت الذي يقاتل للحصول علي صداقته بالإكراه، يعد (جيم) هو البطل الأعلامي للمسلسل بسبب وسامته وارتباطه المعقد بالفتاه (بام بيزلي)، وإن كنت اري انه ممثل جامد الملامح يفتقد للمرونة التمثليلة. هو بالمناسبة صديق طفولة (نوفاك) وتخرجا سوياً في الكلية ليعملا معاً في هذا المشروع.
• (بام بيزلي) فتاه المكتب الرقيقة التي تقوم بدورها الممثلة (جينا فيشر)، والتي تحمل مشاعر صامتة لـ(جيم) لكن علاقتهما تمر بمراحل متعددة نتيجة لتعقيدات قواعد الإعجاب الأمريكية.
• (ريان هوارد) ..فتي المكتب الجديد وأحدث موظفيه الذي يتسبب في إحداث حريق بالمكتب في الموسم الثاني، يحمل بسببه لقب The fire guy من وقتها، يقوم بالدور الموهوب B.J.Novak الذي يساهم في الإنتاج والكتابة ايضاً.

العلاقات بالطبع هي محور الحلقات..فهناك العلاقة المعقدة بين (جيم) و(بام)، وعلاقة (جيم) بـ(مايكل)، وعلاقة (مايكل) بـ(راين)، وعلاقة (دوايت) بالجميع.
ربما كانت هناك حلقات مملة..هذا حقيقي..ولكن تيمة المسلسل الأساسية انه يجعلك تستمتع بالملل الدرامي..كنت اتصور ان هذه الفكرة خطرة وغير ناجحة جماهيرياً، لأن نسبة من يميلون للملل في الدراما بالتأكيد قليلة..ولكن الواقع انهم نجحوا جدا بدليل التقييم الجماهيري الرائع علي imdb.
أعتقد انه مسلسل مناسب للعيد هذا العام..ربما لأن معظم أصدقائي وزملاء دفعتي بدءوا في الدخول إلي وسط العمل..فلا بأس من بعض الإلهام علي طريقة the ofiice ^^...كل عام وانتم طيبون.

تامر فتحي

إهداء خاص لمدوّنة

Scriptation..

أسبوع واحد في السينما الأمريكية كان كافياً ليكون المتوسط التقييمي للفيلم علي imdb هو 9 درجات كاملة، وليدخل فوراً ضمن أفضل 250 فيلم في التاريخ(حالياً تقييمه 8.6، ويحتل المركز 44).
يحكي الفيلم (الذي اخرجه وكتبه Neill blomkamp المخرج المهووس بالمؤثرات والمخلوقات الفضائية) عن سفينة فضائية عملاقة تحط فوق مدينة جوهانسبرج في جنوب افريقيا، وعندما تقتحمها القوات الحكومية تجد أعداداً هائلة من الفضائيين في حالة سوء تغذية رهيبة، مما يدفع بالحكومة الداخلية بمساعدة الجهاز الدولي المسئول عن الشئون الفضائية المسمي بالـMNU، بتوطين هؤلاء الفضائيين في مستعمرة ارتجالية أسفل السفينة، ومعاملتهم كلاجئيين يُقدم لهم الطعام والماء والسكن !!

وهكذا نجد ان المنطقة التي تم توطين الفضائيين فيها تم تحويلها إلي مقاطعة منعزلة تحت اسم District 9 تكبر مع الوقت لان الفضائيين يتكاثرون، وتتنامي شراستهم مما يدفه بالحكومة إلي توفير مزيد من القوات المسلحة لحصارهم، مما يزيد من متاعب البلد الفقير، خاصة وان الكثير من هؤلاء الفضائيين يتسلل إلي الخارج ويشتبك مع المواطنين، وتقع حوادث قتل كثيرة !!

هكذا بعد 20 عاماً كاملة (!!) تقرر الحكومة نقل الفضائيين إلي منطقة أخري خارج جوهانسبرج، بالأحري علي بعد 200 كيلو متر منها، وهذا بالتعاون مع الجهاز التنفيذي للـ MNU.

وهنا نقابل البطل الأساسي للفيلم، وهو إداري يعمل في إدراة MNU ليس له علاقة بالعمل الميداني، ولكنه يعين كمدير ميداني لعملية النقل الخطرة، يقوم بهذا الدور sharlto Copley الذي يمثل للمرة الأولي في حياته، ولكنه يقدم أداءاً ممتازاً بالمناسبة.

تبدأ إجراءات النقل في إطار من التوتر، ويكون علي عميل الـMNU ان يحصل في 24 ساعة علي توقيعات الفضائيين علي إخطارات النقل إلي المقاطعة الجديدة المخصصة لهم.

هنا تبدأ لعبة المشاهد الدموية والمقززة..الفضائيين في منتهي الهمجية، ويتصرفون كالحيوانات (لا يمكنك ان تفهم حينها كيف استطاعوا بعقليات كهذه اختراع تكنولوجيا متطورة كالتي تظهر في أسلحتهم المدمرة، او في نظام إدارة سفينتهم المتقدم).

وأثناء العملية يعثر العميل علي اسطوانة فضية بها سائل مجهول يستنشقه عن طريق الخطأ مما يؤدي إلي تحورات خطيرة في آدميته يكتشفها تباعاً، وبعد عودته من المهمة يعرف تدريجياً ان جيناته قد امتزجت بجينات الفضائيين، وانه يتحول إلي واحد منهم !

هكذا ينقلب قائد العملية إلي طريد الجهاز بإكمله، ولا يجد امامه مكاناً للهروب سوي District 9 نفسها وسط الفضائيين، حيث يتفق مع زعيمهم وأكثرهم حكمة علي مساعدته في إصلاح سفينتهم والإقلاع بها، مقابل ان يعيد إليه آدميته بواسطة علاج ما يملكونه.

ونري فيما بعد مشاهد قتال عنيفة جداً..تشعر وقتها انك في فيلم لمايكل باي Bay !..وتأتي النهاية الدرامية برحيل السفينة العملاقة، مع تقفيل مشاهد تدريجي يوحي بجزء اخر sequal يدور غالباً حول District 10 التي تم نقل بقية الفضائيين إليها.

يبدأ الفيلم بأسلوب (التصوير التوثيقي) او الوثائقي، بمشاهد قصيرة عبارة عن أحاديث تليفزيونية مع مسئولين، ومختصين، وباحثين، ومواطنين بسطاء من جوهانسبرج تشرح القصة وتفهمك ماذا حدث وماذا يحدث وما سيحدث..نصف ساعة هي أفضل ما في الفيلم ببساطة، ونتعرف علي البطل الذي نسير معه بأسلوب Shacky cam او الكاميرا المهتزة، والذي تخلي عنها صانعي الفيلم بعد نصف ساعة، وعادوا إلي أسلوب التصوير الاعتيادي المحايد.

نصف ساعة أولية ترفع من سقف التوقعات كثيراً، وتجعلك تنتظر فيلماً قوياً متماسكاً..لكن النصف الثاني من الفيلم (بعد إصابه عميل الـMNU بالسائل الأسود المجهول) جزء فنتازي سخيف ومكرر..البطل الذي يتحول إلي مسخ مكروه مُطارد من رؤسائه، لا يجد من يستضيفه الا أعداءه السابقين فيتعاون معهم من اجل استعاده آدميته..تيمة مكررة للأسف، وتحمل عبارة (شوهد من قبل) صريحة..هكذا تجد ان نصفي الفيلم مختلفين تماماً عن بعضهما، نصف جيد مبتكر يعدك بالكثير، ونصف ختامي تقليدي..(تخليصي) بمعني اخر..(دعونا ننهي هذا الفيلم) او شئ ما.

لكن المعارك متقنة جداً، والقتال عنيف يصيبك بالدوار..هذا المخرج متخصص حقيقي في المؤثرات السينمائية..ولقد شعرت في لحظات كثيرة انني أشاهد النسخة الجديدة من Transformers تحفة مايكل باي علي مستوي إخراج المعارك.

وربما ان القتال العنيف الذي يخوضه البطل مع الفضائيين ضد البشر هو ما جذب هذا التعاطف الجماهيري الجارف مع الفيلم، ولعل مشاهد العنف هذه هي ما منحته هذا المركز المتقدم في الترتيب..ايضاً هذا الـsharlto copley يجيد التمثيل المأساوي بشده، ولهجته الاجنبية بلا شك تمنحه حب الأمريكان مقدماً بدون كلام.

التفاصيل غير القابلة للتصديق في القصة كثيرة..أنا أقول لك : فضائيين آتوا بسفينتهم فوق رأسنا، لسبب غير معلوم، والحكومة تستقبلهم وتطعمهم وتسكنهم وسط البشر هكذا دون اي تفاهم او دراسات او محاذير..أي سخف؟

ثم عشرين عاماً كاملة !!..عشرين عاماً ظل هؤلاء الفضائيين (يهذون) في الأرض !..بلا رابط !..فضائيين يعيشون وسط البشر بلا رادع !..وسفينتهم معلقه في الهواء لمدة عشرين عاماً !! بلا وقود !! أين نيوتن ليشاهد هذه المهزلة؟!

والمصيبة الأفدح ان الفضائيين يبادلون أسلحتهم المدمرة (التي لا تعمل إلا بواستطهم ومن خلال بصمتهم الجينية المميزة) بعلب طعام القطط !..الفضائيين يبادلون أسلحتهم ولا يحاولون حتي استخدامها للهروب او التمرد علي الحصار!

النكتة الأخيرة ان البشر يقدمون للفضائيين خدمات مميزة مقابل الأسلحة..طبعاً علب طعام القطط اللذيذة التي تُقدم صباحاً، وأحياناً مع البسطرمة..هناك ايضاً الساقطات الافريقيات!..دعارة مقابل السلاح!..ياللسخرية!

هو فيلم تجاري يحمل لمحة فلسفية بسيطة مفادها ببساطة : البشر أشرار!..وأعتقد ان صناع الفيلم أذكياء جداً أجادوا استخدام ذكائهم التجاري لتعويض نقصهم الفني..أنا أشجعهم من الان علي District 10 في هذه الحالة!

بالطبع لا يستحق الفيلم أكثر من 7 من وجهة نظري..وهذا فقط للموسيقي الرائعة في النصف الأخير في الفيلم، وللمستوي الأدائي الرفيع لبطله المجهول، وللنصف ساعة الوثائقية الأولي علي طريقة shacky cam..اما نهاية الفيلم من وجهة نظري فـ : بفففففففففففففففففف..عفواً!

جاء الذكر في التدوينة السابقة علي الفنان الشاب B.J.Novak ولابأس الان من بعض الحديث المختصر عنه..

هناك شيئين للمشاهدة (جداً) في هذا الفيلم :

قصة ممتازة يقدمها بن إفليك وراسل كرو من إخراج كيفن ماكدونالد في هذا الفيلم..هي قصة جاهزة في الواقع مأخوذة عن مسلسل بريطاني تابع لشبكة بي بي سي بنفس الأسم..وأداء طيب ممتع من الثنائي خصوصاً من كرو في ساعتين تفتقدان جداً للحركة والإثارة..

تدور تيمة الفيلم حول تحقيق سياسي يجريه صحفي عتيق الطراز في واشنطن بوست (راسل كرو) بمساعدة فتاة متدربة جديدة (راشيل ماك أدامز) حول جريمتي قتل جرتا في ليلة واحدة وعلاقتهما بعضو الكونجرس البارز (بن إفليك) الذي يقود حملة رسمية ضد شركة شهيرة تتصنت علي المراسلات الالكترونية..

وفي الوقت الذي تتوقع فيه مشاهدة شبكة فساد تنهار، مع الكثير من الحقائق التي تتكشف ببطء مثير، وسط اجواء لاهثة ومطاردات..إذ تأتي الأحداث بطيئة هادئة وأحياناً غير منطقية مثل انعدام دور جهاز الشرطة وظهوره دائماً بعد الاحداث..وان يخرج راسل كرو من مكتب بن افليك ليجد القاتل في انتظاره بالرغم من انه كان في مكان اخر وقتها..

حتي صراع الجريدة مع الوقت لأستكمال التحقيق ونشره قبل الجرائد الأخري كان مملاً بطيئاً ويفتقد للحركة..الحقيقة انني لم اشعر بجو العمل الصحفي المثير مثلما شعرت به في فيلم مثل the paper مثلاً.

سمح دور (راسل كرو) له بإبراز بعض القدرات التمثيلية، بداية من التصور الهندسي الأجتماعي لهيئة الشخصية (لحية نابتة - شعر طويل منسدل - كرش - عين نصف مغمضة - مهمل فوضوي - كسول) لكنه بارع ولا بأس به كبطل علي طريقة الانتي هيرو..

كذلك طريقته في معاملة متدربته الشابة عديمة الخبرة، وطريقته في إقناع رئيسته بالصبر علي التحقيق حتي ينتهي..وطريقته في الحياه داخل شقته وعلي مكتبه في فوضي عارمة..مشاهد تستغرق ثواني علي الشاشة ظهر فيها كرو صامتاً لكنه صنع theme او انه وضع تراك للشخصية..

المستوي الاخراجي لم يعجبني..لكن الديكور كان جيداً جداً كذلك التصوير وإن كانت بعض المشاهد غارقة في الظلام بدون مبرر..

قصة كانت تستحق المزيد من العمل عليها لإخراجها بصوره أكثر لياقة من الصورة الحالية، لكن اجتهاد الممثلين وعلي رأسهم القدير (كرو) يجعل بعض المشاهد تعلق بذهنك بعد المشاهدة برغم كل شئ..

التقييم النهائي 6/10

توضيح : بعد فترة لا بأس بها من الأنشغال بأعمال خارجية ذات دوام كامل، وجزئي ونصف جزئي ايضاً(وجه متخذلق) اعـود للتدوين هنا من جديد علي سبيل التقاط الأنفاس..الجلوس في المنزل مريح جداً بالمناسبة(وجه متحذلق اخر)..وملهم ايضاً!

مايكل كرايتون Michael Crichton اسم لامع في عالم الادب، وارتبط اسمه ايضاً بعالم السينما عبر سلسلة أفلامه الشهيرة Jurrasic Park وبالتليفزيون عبر المسلسل الطبي الدرامي الشهير ER والذي يستمر في موسمه الخامس عشر حتي الان محطما كل الأرقام القياسية، ومحافظاً علي نسب مشاهدة معقولة، حتي بعد وفاه مبدعه في نوفمبر 2008 بالسرطان.

ولد كرايتون في شيكاجو، وعاش في نيويورك لوالد كان يعمل صحفياً، مما شجع كرايتون علي الكتابة مبكراً، وسرعان ما نشر مقاله الأول في نيويوك تايمز وهو محض 14 عاماً !

لكن كرايتون لم ينجح في دراسة الأدب او اللغة الانجليزية، وكان يري ان أساليب التدريس فيهما عقيمة للغاية، وبلغ يأسه مبلغه عندما قدم ذات مرة قصة لجورج أورويل بأسمه في المدرسة ووجد نفسه قد حصل فيها علي B- !!

تخلي كرايتون عن كورس الأدب والتحق بكورس الأحياء الذي أهله فيما بعد لدخول كلية الطب في جامعة هارفرد..كان كرايتون في هذا الوقت يكتب كالمحرقة، وكان يكتب بسرعة خارقة ودون توقف، وسرعان ما توالت قصصه ورواياته التي وجدت طريقها إلي النشر.

لكن كرايتون لم يكن يفضل ان ينشر روياته بأسمه، وإنما لجأ لأستخدام اسماء مستعارة لأسباب نفسية، فقد كان كرايتون يشعر بالوحدة والأنعزال عن المجتمع بسبب طوله الفارع (متران)، ولهذا كان يفضل الابتعاد والاختفاء خلف أسماء مستعارة، لكنه لم يستطع التخفي وراءها طويلاً إذ سرعان ما بدأت رواياته تحصد الجوائز واحدة تلو الاخري، ويضطر حينها لإعلان شخصيته لأستلام الجائزة.

أثناء دراسته بكلية الطب استلهم كرايتون فكرة سيناريو ER وكان فيلماً سينمائياً بالأساس، ولكنه فشل في إيجاد منتج يقتنع به، وظل السيناريو حبيساً لقرابة العشرين عاما حتي جاء سبيلبيرج وابدي اهتماماً به، وبدأ يعمل عليه مع كرايتون الذي كان قد كتب عده سيناريوهات لسينما وقتها، لكن سبيلبرج هجر الفكرة تماما فور ان لمح سيناريو Jurrasik Park الذي أطار صوابه، واصر علي إخراجه.

ثم جاء احدهم من شركة Amblin Entertainment وابدي اهتماما بـER من جديد، لكنه اقترح تحويله لمسلسل تليفزيوني طويل، ولم يكن يدري وهم يبدأون إنتاجه في 1994 انه سيكون واحد من أطول المسلسلات الدرامية في التاريخ واكثرها استمرارية!

راح كرايتون فيما بعد يحول رواياته القديمة إلي سيناريوهات سينمائية، فكتب سيناريو عن روايته الشهيرة Rising sun بنفس الأسم في 1993، وكذلك Congo في 1995، و Timeline في 2003.

تزوج كرايتون خمس مرات انتهت أربع منهم بالطلاق، وفي الزيجة الاخيرة توفي بالسرطان الذي اخفي خبر إصابته به، ولم يُعرف الا بعد وفاته.

وحتي بعد رحيله لدي كرايتون روايات لم تنشر بعد فمن المنتظر ان تظهر له رواية بعنوان Pirate Latitudes في نوفمير 2009، ورواية اخري في 2010، ومن المنتظر ان يتحولا إلي فيلمين في نفس العامين..